-A +A
سليمان بن محمد العيسى
سألت كثيرا من الأصدقاء.. هل استفدتم من صناديق البريد المثبتة فوق جدران منازلهم.. وكانت معظم الإجابات النفي، وأنهم مازالوا يعتمدون على صناديق البريد المعتادة في إدارات البريد ومراكزه المنتشرة.
وقد سبق أن كتبت قبل سنوات عن هذه الصناديق البريدية الجديدة التي انتشرت فوق أسوار المنازل وقلت عنها حينها إنها لم تحقق الغرض ولم يستفد منها الناس.. وتلقيت تعقيبا كريما من مؤسسة البريد تضمن تفصيلا عن هذا المشروع وأنه مع مرور الوقت عليه سيلمس الناس فوائده.. وسيتلقون من خلاله رسائلهم بشكل سريع.. وكنت آمل فعلا أن يتحقق هذا الأمر وأن يصبح هذا المشروع ذا فائدة.. تستفيد من عناوينه وأرقامه مختلف إدارات الخدمات ويكون علامة صحيحة ودقيقة للعناوين والاستدلال عليه.. إنني للأسف ألحظ أن هذه الصناديق البريدية اعتراها الإهمال والتكسير وأصبح معظمها غير ذي جدوى.. وأخشى ما أخشاه أن تظل ما بقي من هذه الصناديق مجرد ذكرى لمشروع لم يحقق نفعا ولم يكسب فائدة..

وإذا كنا في حاجة فعلا إلى صناديق بريد تصل من خلالها رسائلنا وفوتيرنا وطرودنا.. فإنه يجدر أن نعيد النظر في مشروع صناديق البريد الذي انتشر على أسوار منازلنا، وأن نفكر في إيجاد مراكز بريد داخل الأحياء تكون ذات سعة عددية يستفيد منها سكان كل حي.. حتى يضمنوا وصول رسائلهم بانتظام وسرعة ودقة.. والتجربة هذه نرى نجاحها في مراكز البريد مما يشجع فعلا على تكثيفها وانتشارها داخل كل حي في كل مدينة وقرية..
إنني في هذه الفكرة لا أقلل من جهد المخلصين في مؤسسة البريد وما شرعوه من إيجاد فكرة صناديق البريد.. بحيث يكون لكل منزل صندوق بريد وعنوان رقم.. لكن ما تحقق فعلا من فائدتها غير كافٍ ولم يكن بمستوى طموحاتنا ولا طموحات مؤسسة البريد نفسها.. وعسى أن نفكر في تطوير هذه الفكرة أو نسعى لإلغائها.. إن لم تجد النجاح المطلوب.
مع تقديري لمؤسسة البريد ورجالها المخلصين.